منذ 4 سنوات
  • ما قبل الحمل
حنين و محمود زوجان يعيشان في ود و حب و ألفة مع ابنتيهما الصغيرتين . محمود يعمل موظف في بلدة قريبة من بلدته ، و حنين مدرسة في مدرسة بجوار البيت ، الحياة بينهما هادئة ، كل واحد منهما يحاول اسعاد الآخر ، و يؤدي مسؤولياته كاملة .   جلس محمود مع زوجتيه و ابنتيه ، و طلب من زوجته ، أن تكتب كل ما ينقصها ، و ابنتيهم ، من ملابس و مستلزمات ، فالعيد قد اقترب ، و يريد أن يحضر لهما ما يحتاجونه ... حنين : لسة بدري يا محمود على العيد . محمود : أحب أن أجهز كل ما تحتاجون ، تحسبا لأي ظروف ، و حتى لا نخرج في زحام العيد . قصص قصيرة حزينة خرج محمود مع حنين ، و اشتروا أجمل الملابس لبنتيهما ، ثم قال محمود .. أريد أن أختار لكِ يا حنين ملابس العيد بنفسي .. هختار فستان نفسي أشوفك بيه ‘‘ .. ضحكت حنين بفرحة و تركت له الاختيار .. فاختار لها فستان جميل غالي الثمن ، و رجعوا جميعا إلى البيت ، متعبين ، أرادت حنين أن تنام ، فقد تأخروا في السوق .. و البنات تعبوا و ناموا . و لكن محمود قال لحنين ’’ بلاش تنامي ، خليكي سهرانة معايا ‘‘ ..  حنين : أنا تعبانة جدا يا محمود ، عاوزة أنام . محمود : نفسي أتكلم معاكي .. حاولت حنين أن تتمالك نفسها .. ’’ حاضر يا محمود هقعد معاك شوية ‘‘ ، و لكن غلبها النوم . و في اليوم التالي ، استيقظ الجميع ، ليذهب كل منهم إلى عمله ، و قبل أن يغادر محمود ، قالت له حنين ’’ تحب تتغدى ايه النهاردة ؟ ‘‘ ..  محمود : أي حاجة يا حبيبتي ، المهم اني أقعد معاكي و اياكي تنامي مني ! .. ضحكت حنين و اعتذت لأنها كانت متعبة جدا . رجعت حنين من عملها ، رتبت سفرة الغداء ، فقد طبخت ما يحب محمود ، اتصلت به .. قال ’’ تلت ساعة ، و أكون عندك ‘‘ .. تجهزت للقاء زوجها الحبيب ... مرت ساعة ، تأخر محمود ، رنت عليه ، فلم يرد .. التليفون مغلق ! ..  مرت ساعة تلو الساعة ، حتى خمس ساعات ، و هي تبكي و تشعر بريبة شديدة ، و قلق ، و تذكرت تصميمه بالأمس أن يجلس معها .. و فجأة !! ...  رن جرس التليفون ، ارتجف قلبها .. و بيد مرتعشة ، أمسكت بالتليفون ..  المتصل : ألو .. حضرتك زوجة محمود منير ؟ .. حنين : نعم !  المتصل : أبلغكم ، أن سيارته عملت حادثة ، و وجدنا بطاقته ، و حاولنا الوصول إليه .. تعالوا حالا إلى مستشفى المدينة لتأخذوا الجثة و تتعرفوا عليه ..  أخذت حنين تصرخ و تصرخ و تصرخ ، وقعت على الأرض .. و صرخ بنتاها على صراخها .. حاولت أن تقاوم ، أمسكت التليفون ، و بقلب دامي ، اتصلت بزوجها ، ليذهبن بسرعة إلى المستشفى و يتعرفن عليه .. و في لحظات ، تحمل في طياتها الهم و الغم ، جاء أبوه و أخوه ، ليأخذوا حنين ، و يذهبوا إلى المستشفى . أروع القصص القصيرة المتقنة و هي ذاهبة معهم ، سرحت بخيالها ، و الدموع تنهمر على وجهها ، تذكرت كل لحظة قضتها مع حبيب العمر .. شريط ذكرياتها معه ، يمر من أمامها ، فانفجرت في البكاء ، هي و كل من معها . دخلت إلى المستشفى ، قابلهم أحد الأطباء و قال ’’ فليأتي أحدكم ليتعرف عليه في المشرحة ... جرت حنين ، و جرى الأب و الأخ إلى المشرحة ، فقد شوه وجهه تماما ..  حنين مرتعدة : زوجي حبيبي ، أصبح أشلاء أمام عيني .. أخذت الأسرة الجثة ، و قاموا بدفنها . رجعوا إلى البيت جميعا ، قال الأب لإبنه ’’ نريد أن نقيم له العزاء غدا ‘‘ ..  و انخرط الجميع في البكاء ... الأب : تمالكي نفسك يا حنين ، من أجل ابنتيكي ، فأجهشت بالبكاء ..   و في تمام الساعة الثانية مساء ، دق باب البيت ..  اندهش الجميع ، من الذي يأتي للعزاء في هذا الوقت ... قام الأب يترنح ليفتح ..  فتح الباب ... صرخ صرخة مدوية ، و وقع على الأرض ...  جرى الجميع على الباب ، فاذا بمحمود أمامهم .. الكل يصرخ ’’ محمود !! .. محمود ؟! ‘‘ .. و الكل يتلاطفه و يحضنه و يقبله ، و حنين ألقت نفسها في أحضانه ، و محمود لا يعلم ما القصة .. حنين : أما زلت حي يا محمود ؟! ... و الأب كذلك تبدو على وجهه علامات الاستفهام ذاتها .. ’’ ما الحكاية يا بني ؟! .. أين كنت ؟! ‘‘ ...