منذ 3 سنوات
  • ما قبل الحمل
  فرصـــة ثانيـــــة الجزء الأول “تالا” فتاة في مقتبل عمرها، أحبها ابن عمها وتزوجها في المقابل أحبته فقد كان أول رجل بكل حياتها، توجت محبتها له بحملها بابن صغير في غاية الروعة والجمال؛ وبمجرد وضعها للصغير رق قلب ابن العم لامرأة أخرى غير ابنة عمه وأم ابنه ومن المفترض أيضا حبيبته، ذهب وتزوج بها وضرب حائط الدنيا، لم يكترث لأي شيء، أما العجيب في الأمر كله موقف زوجته الجديدة التي أمرته بطلاق زوجته الأولى، وبالطبع نفذ الزوج المصون أوامر زوجته حتى ينال رضاها. كل ذلك كان وقعه سيء الأثر على نفس “تالا”، الفتاة التي لم ترتكب أي خطأ سوى أنها أحبت وعشقت زوجها، لقد كانت فتاة مؤمنة راضية بقضاء الله، تحزن ولكنها لا تجزع ودائما ما تنظر للجانب الإيجابي بحياتها، قررت أن تكرس حياتها لابنها الصغير، لم تضطر إلى العمل حيث أن عائلتها ثرية لذلك لم تكن في حاجة المال، ولكنها أخذت العديد من الدراسات في تربية الصغار تربية سوية، كانت حكيمة في إدارة وقتها. ساندتها والدتها في قرارها، ولكنها لم توافقها الرأي في قرار الامتناع المطلق عن الزواج، وفي يوم من الأيام اجتمعت عائلة تالا في حفل زفاف لصديقة عمرها الوحيدة، وقد تقدمت تالا بتطوع منها بتحضير وتجهيز كافة متطلبات الزفاف، ووفقت في ذلك لأبعد الحدود، أعجب بها شاب للغاية حيث أنه رآها أكثر من مرة، وصدفة أيضا رآها بحفل الزفاف وقد كان مدعو عليه ووالدتها معه، انتهزها فرصة وأخبر والدته… “ألم تمضي كل عمرك تبحثين لي عن عروس جميلة ومؤدبة وذات خلق ودين، اليوم أعطيكِ البشارة، أترين هذه الفتاة منذ فترة وجيزة أعجبت بها وتمنيتها زوجة لي، دعوت الله أن يقرب المسافات بيني وبينها، وها هو سبحانه وتعالى يستجيب، أمي أريدكِ أن تتحدثي مع أهلها عن أمر زواجنا”. الأم لم تعرف كيف تعبر عن فرحتها بخبر قرار ابنها الوحيد بالزواج، لقد عانت كثيرا حتى تعجبه فتاة ممن تشير عليه بهن، أو يبشرها بفتاة تعجبه، الأهم أن تزوجه وتهنأ بذريته؛ لم تمكث ولا ثانية ذهبت إلى الفتاة وطلبت الجلوس معها لمدة دقيقتين فقط، كانت الفتاة مشغولة للغاية متمنية أفضل ليلة على الإطلاق لصديقة عمرها وطفولتها، ولكنها على الرغم من كل ذلك لم تكسر بخاطرها وجلست معها… أم شاب: “باختصار شديد يا ابنتي العزيزة، ابني الوحيد معجب بكِ للغاية ويريد التقدم لأهلكِ لطلب الزواج منكِ”. ظهرت علامات الحزن والضيق على تالا: “عذرا يا أمي ولكنني كنت متزوجة وانفصلت عن زوجي، ولدي ابن وحيد منه، هل تعلمين هذه المعلومات عني؟!” وقفت المرأة ولم تجبها ولا بكلمة واحدة، لقد كانت تالا على حق بكل معتقداتها، عالمنا العربي لا ينظر للمرأة المطلقة نظرة سوية بل دائما ما يعيب عليها دون معرفة الأسباب التي أدت إلى طلاقها، دون معرفة ما إذا كانت مظلومة أم ظالمة. عادت الأم إلى ابنها: “أكنت تعلم أنها مطلقة أجبني على الفور؟!” الابن: “نعم يا أمي كنت أعلم، ولكن ما العيب في ذلك أخبريني؟!” الأم: “وتسألني بكل جرأة ما العيب في ذلك؟!، إنها…” ولم تكمل عبارتها فقد قاطعتاه والدة تالا: “أتعلمين يا سيدتي، إن ابنتي مطلقة ولكن هذا لن يعيبها ولن ينقص شيئا من مقدارها، فابنتنا لدينا بمثابة الدنيا وما حوت، ولا نرى في مثل أدبها وأخلاقها اثنتين، وندعمها على موقفها (الطلاق من زوجها)، ونوقن أنها كانت خسارة له بتركه لها”. لم تستطع والدة المعجب تكملة النقاش الحاد، فأمسكت بيد ابنها ورحلا من حفل الزفاف بأكمله. أكملت تالا مهامها ولكنها جمحت الدموع من عينيها، تنظر لحالها وما آل إليه، دائما ما كانت تصبر نفسها بقوله سبحانه وتعالى “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ”. يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

13 تعليقات

العضوة: 652497 , منذ 3 سنوات

فرصــة ثانيــة الجزء الثاني دائما ما كانت تصبر نفسها بقوله سبحانه وتعالى “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ”؛ لقد أراد الله بها الخير حيث تقدم لخطبتها بنفس اليوم شقيق عريس صديقتها، لقد كان شابا في الثلاثينيات من عمره توفيت زوجته أثناء ولادتها تاركة له أجمل صبية بكل الكون، تعقد من كل حياته إذ أنه كان محبا ومولعا بزوجته الراحلة، ولم يكن راضي أبدا بفكرة الزواج بعد رحيلها غير أن والدته لم تسمح له بذلك. رأت والدته “تالا” في حفل زفاف ابنها الأصغر، وعلى الفور ودون أن تأخذ برأيه تقدمت لخطبتها، وكان الخطأ الوحيد الذي ارتكبته والدتها أنها أخبرت والدة المتقدم لخطبتها بأن ابنتها أرملة وليست مطلقة بعد الموقف الذي مرتا به أثناء حفل الزفاف، فلم ترد الأم أن يكسر بخاطر ابنتها من جديد، كانت الابنة غير موافقة ولكن والدتها توسلت إليها واستحلفتها ألا تجعلها كاذبة أمام أحد. تم الزواج، تالا أخذت معها ابنها الصغير “طارق” الذي يبلغ من العمر خمسة أعوام وانتقلت للعيش في قصر زوجها “حازم” مع كل عائلته، والده أشهر رجل أعمال لطالما عرف عنه بصرامته وشدته في المعاملة وشدته في الحق، ووالدته سيدة فاضلة تحب أبنائها الأربعة لأبعد الحدود، لديها من الرجال ثلاثة وابنة واحدة متزوجة معها بنفس القصر. كان “حازم” الابن الأوسط، وقد كان متفتح العقل ومتفهم العمل أكثر من أخويه الآخرينـ كان قريبا للغاية من والده، ومعظم العمل يقع على كاهله، لم يرد الزواج لأنه كان يعتبر كل نساء العالم زوجته الراحلة، ومن بعدها لم يرى امرأة بالأساس؛ لقد أعطى الله سبحانه وتعالى كليهما فرصة ثانية، فرصة للعيش والتمتع بكل ملذات الحياة.

العضوة: 652497 , منذ 3 سنوات

سعدت تالا بالحياة بقصر زوجها ومع أهله، لم تجد أية تفرقة بين ابنها وبين ابنة زوجها من أهل المنزل، بل الكل تعامل معه كابن المنزل، اعتنوا بتعليم الصغيرين، حتى أنه كان يعاقب مثل الابنة الصغرة، لم توجد أية تفرقة بين الاثنين وكأنهما من أب واحد ومن أم واحدة، وما هو إلا شهر واحد حتى حملت “تالا” الفرحة للجميع، لقد أصبحت حاملا بأول أبنائها من زوجها والذي أحبته، فلم يكن حبها لابن عمها (زوجها السابق) الحب الأول الذي لطالما سمعت عن أحكام القلب، وما الحب إلا للحبيب الأول، بل جاء حبها لزوجها “حازم” ليدفن حبها الأول ويعيد إليها الثقة التي فقدتها في كل رجال العالم من جديد. أما عن “حازم” فقد رأى جمال الدنيا من خلال عيني زوجته والتي حملت منه بابنهما الذي سيجسد علامة بارزة عن حبها لبعضهما البعض؛ كانت الحياة هادئة للغاية وفي سكينة وسلام إلى أن حن ابن العم لصغيره وابنة عمه (زوجته السابقة) بعدما رأى المعاملة السيئة حرفيا من زوجته التي باع من أجلها كل شيء حتى يفوز برضاها. ذهب لزيارة ابنة عمه وابنه في منزل زوجها، اضطرت “تالا” تحت تأثير الصدمة التي وقعت عليها أن تكمل كذبتها وتخبرهم بكونه ابن عمها فقط وجاء لزيارتها هي وابنها، ولكن الكذب ليست له أرجل لتحمله، فانكشفت كذبتها بواسطة عمة زوجها والتي كانت معقدة للغاية وتكره “تالا” لأسباب غامضة، يحتمل أن تكون بسبب زواجها من الابن الأهم في كل العائلة أو لسبب حملها، فالعمة لم يسبق لها الزواج مطلقا على الرغم من تقدم سنها، وقد كانت متشوقة للغاية لطفل لها ينسيها الدنيا بما حوت ولكن نصيبها لم يسمح لها بذلك، برهنت كل مشاعرها بمعاملة سيئة لزوجة ابن أخيها “تالا” دون عن غيرها، فهي الوحيدة التي حملت، أما عن زوجة الابن الأكبر فلم تنجب لأسباب طبية عجز الأطباء عن إيجاد علاج لها، وحال شقيقتهم الوحيدة مع زوجها كذلك، أما عن الابن الأصغر فلم يحن الوقت بعد للذهاب في طريق الفحوصات الطبية فلم يمر على زواجها وقت بعد؛ لقد وقعت “تالا” في مصيبة ربما بسببها ستخسر كل شيء… يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع

العضوة: 652497 , منذ 3 سنوات

بنات ضل جزء الثالث واخير حابين اكمل 🤔

العضوة: 652497 , منذ 3 سنوات

فرصة ثانية الجزء الثالث والأخير جن جنون كل من بالمنزل، من عبر عن مشاعره تجاهها بالدموع المتساقطة من العيون، ومن عبر بمجرد كلمات بسيطة للدفاع عنها على أساس كونها حاملا بابن العائلة المنتظر، ولكن والد زوجها لم يغفر لها ذنبها، عاقبها بالرحيل عن عائلته وللأبد، وكأنه يأخذ بذلك منها قلبها، أول كلمة تنطق بها وضعت العمة يدها على فمها لتمنعها من الحديث… العمة: “وتجرئين على الحديث أيضا؟!، واحدة غيركِ لن تنطق بحرف واحد لتبرر موقفها، الأحرى بكِ أن ترحلين عن كل حياتنا وتأخذ معكِ ابنكِ ولا ترينا وجهكِ مجددا”. تساقطت الدموع من عيني “تالا” فهي لا تملك أدنى حق لتدافع عن نفسها أو حتى تبرر موقفها، لقد أصبحت في نظر الجميع زوجة خائنة، خانت زوجها وخانت ثقة أهله؛ توسلت الأم إلى زوجها حتى يرأف بحالها مراعاة للجنين الذي بأحشائها، حازم لم يعجبه الكلام عن زوجته… حازم: “زوجتي لقد أخبرتني الحقيقة كاملة (وكانت تالا لم تخبره شيئا من الأساس)، وكانت ذاهبة إليك يا والدي لتخبرك ولكنني منعتها”. والده: “يظل المبدأ واحد، هي كذبت علينا جميعا”. حازم: “إن رحلت زوجتي عن هذه العائلة سأرحل معها ولن أتركها كما وعدتها مسبقا بذلك”. والده: “ارحلا لا أبدي لكما أي اهتمام”. أمر حازم تالا بجمع أغراضهما وأغراض الطفلين معهما، ورحلوا جميعا، عندما وصلوا للباب أوقفهما والد العائلة ليعطيهم مفتاحا لمنزل ليعيشوا به، ولكن حازم رفض…

العضوة: 652497 , منذ 3 سنوات

حازم: “أبي لم أكن لأحتاج منك إلا مسامحتك وعطفك وحنانك، لا مساعدة منك وأنت غير راضي عنا”. لحازم صديق مقرب كلا منهما للآخر لأبعد الحدود، يملك منزلا اتصل عليه حازم واستأذنه بالمكوث به لمدة بسيطة من الزمن، على الفور قدم الصديق ومعه مفاتيح المنزل واعتذر عن كونه غير مرتب ولا منظم، قامت تالا بتنظيف المنزل وحازم ساعدها في كل شيء، لقد كان حنونا معها وطيب القلب، وأول عقبة تواجههما المنزل لا يعجب الطفلين، ويتساءلان: “ماما بابا لم تركتما قصر جدي وجدتي؟!” كانت الحياة صعبة لبعض الشيء، كانت والدة حازم كل يوم ترسل لهما الطعام، أما والدة تالا فكانت بكل يوم تأخذ الطعام وتزورهم بالمنزل وتطبخ لابنتها وصغيريها، وحازم يبحث يوميا عن عمل ولا يجد ما يناسبه؛ وبيوم من الأيام ذهب حازم وزوجته تالا وصغيريهما إلى منزل والدي تالا وهناك شعروا جميعا بالكثير من الحنان ودفء العائلة الذي حرموا منه، وأثناء جلوس الكبار ذهب الطفلين للعب فخطف “طارق”، وجاءت “مريم” تسأل عنه والديها تعجبت تالا وقام الجميع ليبحث عنه، ولكنهم لم يجدوه، وما هي إلا لحظات حتى جاءت الشرطة لتلقي القبض على حازم تلبية لشكوى مقدمة ضده من والد الطفل الحقيقي، سقطت تالا أرضا من شدة صدمتها وحازم الشرطة ممسكة به لم يستطع عمل أي شيء لزوجته؛ الشيء الوحيد الحسن في الموضوع عودة تالا وطفليها إلى حضن العائلة من جديد، ومساندة ابنهما “حازم” الذي وضع بالسجن لجريمة لم يرتكبها. تالا مصيبتها اثنتان بدلا من واحدة، ابنها المفقود وزوجها الذي بالسجن علاوة على اضطراب في الحمل بسبب الظروف السيئة التي تعرضت لها، وضعت تحت رعاية طبية حفاظا على الجنين، لم تحظى العائلة في هذه الأيام إلا بالكثير من الألم والحزن والدموع.

العضوة: 652497 , منذ 3 سنوات

كانت والدة “تالا” امرأة حكيمة، دارت كل شكوكها حول والد “طارق” نفسه، عمدت إلى مراقبته وخاصة أنه كان يسكن بنفس المنزل، راقبت مكالماته وكل أموره الخاصة، كان مرتبكا ولا يبدو على طبيعته مما زاد شكوكها، وبليلة وكان الوقت متأخرا ورده اتصالا، خرج من المنزل على إثره والوالدة تتبعه حتى وصلا إلى مكان مهجور بعض الشيء، نزل من سيارته ودخل منزلا بالجوار ومازالت الوالدة خلفه، تمكنت من رؤية حفيدها من خلال فتحة صغيرة بنافذة المنزل، أبلغت الجهات المختصة على الفور على مكان الخاطف الحقيقي ومعه الطفل الصغير، جاءت الشرطة وحدث اشتباك بينهم وبين من استأجرهم والد “طارق”، وتم القبض عليهم جميعا، كان الطفل مرعوبا للغاية ودموعه وصراخه لا ينضبان إلى أن لمح جدته فارتمى بين أحضانها وهدأ روعه كثيرا. خرج “حازم” من السجن، وتالا وضعت مولودا جميلا تم تسميته على اسم جده (والد والده)، وعاش الجميع في هناء وسعادة، وقد كان هذا المولود حسن الوجه على الجميع حيث أن العمة تمت خطبتها شريك أخيها بالعمل، وأصبحت زوجة الابن الأصغر حاملا.

العضوة: 652497 , منذ 3 سنوات

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 دائما ما يهبنا خالقنا سبحانه وتعالى الفرصة الثانية، ولكن للأسف لا يدركها بعضنا إلا بعد فوات الأوان، لذلك إذا أتتك فرصة ثانية لا تتردد واغتنمها لأنه حتما ستتغير حياتك بأكملها حينها.