فالاستغفار فعل حسن، وهو مما يرجى به -بإذن الله- كشف الكروب وتفريجها، كما في الحديث: من لزم الاستغفار؛ جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أحمد، وابن ماجه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، ويحصل لك هذا، وإن لم تنوي.
فيرجى لك تفريج الهم، وحصول الفرج، وإن لم تنوي حصول ذلك؛ لأن الله تعالى رتب هذا الثواب على هذا القول؛ قال تعالى: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا {نوح:10-12}.
فمهما أكثرت من الاستغفار، فهو حسن جميل، يرجى لك به حصول المطلوب، واندفاع المرهوب.
ولو جمعت بين الاستغفار والدعاء بما في نفسك مما تريدين حصوله، ولم تكسلي عن ذلك؛ فهو خير وأحسن؛ فإن الله تعالى يحب أن يسمع دعاء عبده، ويستحيي من رده خائبا، كما في الحديث عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربكم حيي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا. رواه أحمد، والترمذي، وحسنه.