1 hour ago
  • ما قبل الحمل
في زحمة الأيام، حين يثقل الصمت على الأرواح، يطلّ الأمل كزهرةٍ صغيرةٍ في حديقةٍ مهملة، يذكّرنا أن الحياة مهما قست، تحمل في طيّاتها سرّاً من أسرار الجمال. إنّ القلب الذي يعرف كيف يبتسم رغم العثرات، هو قلبٌ يشبه نافذةً مشرعةً على الفجر، يترك للنور أن يتسلّل، ويحوّل العتمة إلى لوحةٍ من ألوانٍ زاهية. أحياناً، يكفي أن نغلق أعيننا للحظة، لنسمع موسيقى الكون الخفيّة: خرير الماء، تغريد الطيور، حفيف الأشجار، كلّها أناشيدٌ كتبتها الطبيعة لتقول لنا إنّ السعادة ليست بعيدة، بل هي هنا، في تفاصيلٍ صغيرةٍ نغفل عنها. القلب الذي يبهج نفسه، هو قلبٌ يعرف أنّ الحبّ ليس كلمةً تُقال، بل فعلٌ يُمارس: ابتسامةٌ تُهدى، يدٌ تُمدّ، دعاءٌ يُرفع، وذكرٌ يضيء الطريق. وما أجمل أن يكون الإنسان عطراً يمشي بين الناس، يترك أثراً طيّباً لا يُمحى، كأريجٍ يرافقهم حتى بعد أن يغيب. فلتكن حياتنا مثل بستانٍ تتفتح فيه الزهور كلّ صباح، لا تعرف اليأس، ولا تسمح للحزن أن يطيل المقام. ولنجعل من قلوبنا مرايا صافية، تعكس النور، وتمنح الآخرين دفئاً وطمأنينة.